أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث 2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتى فى الله الأعزاء الكرام
أرجو من الله عز وجل أن يرزقكم ربى سعادة الدنيا بالعافية والستر وكل خير الدنيا وسعادة الأخرة برؤية وجة الحبيب صلى الله علية وسلم وشفاعته ودخول الجنة عن شاء الله
تعالوا بنا نتعرف على قليل القليل من سيرة امنا الطاهرة ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها
قال الإمام الذهبي عنها : وكانت من سادت النساء روت عنه أحاديث وكانت من سادت النساء روت عدة أحاديث .
حدث عنها ابن عباس وابن اختها الآخر عبدالله بن شداد بن الهاد وعبيد بن السباق وابن اختها الرابع يزيد بن الأصم وكريب مولى بن عباس ومولاها سليمان بن يسار وأخوة عطاء بن يسار وآخرون ( سير أعلام النبلاء ) .
و كيف لا تكون بهذه المنزلة العالية و هى التى عاشت فى رحاب البيت النبوى الطاهر و اقتبست من النبع الصافى مباشرة بغير واسطة فكانت تنهل من هذا الخير الكثير و الكثير .
و بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه و سلم ظلت ميمونة رضى الله عنها عاكفة على العبادة و الصلاة و الصيام و القراْة للقرآن الكريم حتى تاقت نفسها الى لقاء الله عز و جل
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .
وحانت اللحظة التى تترك فيها الدنيا بكل ما عليها من متاع زائل لتلقى ربها عز وجل
فنامت على فراش الموت بعد أن عاشت فى رحاب الخلافة الراشدة وكانت تحظى باحترام الخلفاء والعلماء وامتدت بها الحياة إلى خلافة معاوية رضى الله عنه .
وماتت ميمونة أم المؤمنين – رضى الله عنها – ولكنها فبل وفاتها تذكرت ما أخبرها به النبي صلى الله علية وسلم .
فعن يزيد بن الأصم قال : ثقلت ( أي مرضت ) ميمونة زوج النبي صلى الله علية وسلم بمكة وليس عندها أحد من بني أخيها فقالت : أخرجونى من مكة فإنى لا أموت بها ، إن رسول الله صلى الله علية وسلم أخبرني : أني لا أموت بمكة .
قال فحملوها حتى أتو بها سرف إلى الشجرة التى بنى بها رسول الله صلى الله علية وسلم تحتها فى موضع القبة
قال : فماتت فلما وضعناها فى لحدها أخذت ردائى فوضعته تحت خدها فى اللحد فأخذه ابن عباس فرمى به . الهيثمى فى المجمع ( 15362) رواه أبو يعلي ورجالة رجال الصحيح .
توفيت رضى الله عنها سنة إحدى وخمسين من الهجرة .
وهنا تقول أمنا عائشة – رضى الله عنها – فى حقها بعد وفاتها تلك الكلمات الخالدة تقول : ذهبت والله ميمونة ..... أما إنها كانت من إتقانا لله وأوصلنا للرحم ( ابن سعد 8/ 138)
وهكذا رحلت أمنا ميمونة – رضى الله عنها – لتلحق بزوجها ونبيها صلى الله علية وسلم فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر – رضى الله عنها – وعن سائر أمهات المؤمنين
الى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله
و أنتهت مع النص تلك اللقطات من حياة و سيرة أم المؤمنين ميمونة رضى الله عنها و لكنها تركت علامات رائعة فهى المحدثة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
وما أعظمها من منزلة وهى العابدة الصابرة الطاهرة النقية التى أختارها ربها لتكون زوجة أحب خلق الله عز وجل إلى قلوب المؤمنين الموحدين ويالها من شرف .
أنتهت اللقطات وتظل لقطة واحدة عالقة فى ذهنى أتعجب منها كثيراً فعلاً ففى الحديث الذى رواه الهاشمي فى المجمع (15362) نرى أنها رضوان الله عليها وقت ان ثقل عليها المرض تتذكر كلام رسول الله صلى الله علية وسلم بانها لن تموت فى مكة وليس فقط تتذكر بل تننفذ كلام رسول الله صلى الله علية وسلم وهى التى تحتضر لدرجة انها أمرت أن يحملوها .
ونحن ما أدراك ما نحن .
نكون بكامل العافية ثم لا نصوم يوم الاثنين والخميس مثلاً .
نكون فى أتم الصحة ثم لا نقوم لصلاة الفجر
نكون فى اتم ...........ثم لا ..................
ما لنا نقصر فى حق هذا الدين أو لسنا مسلمين ؟؟ هل نعرف معنى الإسلام ؟؟
هل نعلم أن معنى الإسلام هو الاستسلام لأوامر رب العالمين عز وجل ورسوله الكريم الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ؟
أخى الحبيب أختى الحبيبة ليجلس كل منا وحيداً منفرداً فى مكان هادئ وحبذا لو كان هذا المكان المدافن أو القبور .
تعالوا نراجع ما مضى من حياتنا هل عشناها لله عز وجل
هل أعطينا هذا لدين حقة هل اتبعنا أوامر الله عز وجل وأنتهينا عن نواهية ؟؟
هل نحن نسير على هدى السنة النبوية الطاهرة المباركة ؟؟؟.
أرجوكم أعطوا أنفسكم هذة اللحظات القليلات لمراجعة ما فات وإياكم أن تبخلوا على أنفسكم بهذة اللحظات وصدقوني أشياء كثيرة ستتغير إلى الأفضل .
نصحتكم ولست بخيركم .
الثلاثاء يناير 27, 2009 4:20 am