أم المؤمنين خديجة بنت خويلد 6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام تعالوا بنا نستكمل بعضاً من سيرة أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها نتعلم من سيرتها وطهرها وعفتها .
كان سيدنا محمد صلى الله علية وسلم يهجر مكة كل عام ليقضى شهر رمضان فى غار حراء وفى هذا الغار يكون السكون الشامل ليتفرغ قلب الحبيب المشتاق لمعرفة الحق .
يتفرغ للتعبد ويصقل قلبه وينقى روحه ليقترب من الحق ويبتعد عن الباطل حتى وصل من الصفاء إلى مرتبة عالية فكان لا يرى رؤيا إلا وجاءت كفلق الصبح
فعن عائشة رضى الله عنها قالت : أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله علية وسلم من الوحى الرؤيا الصالحة فى النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث (يتعبد) فيه الليالى ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله يتزود لذلك ثم يرجع لخديجة فيتزود لمثلها حتى فجاة الحق وهو فى غار حراء فقال الملك : فقال:إقراء . قال : ما أنا بقارئ قال صلى الله علية وسلم فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال إقرء ، قلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلنى فقال إقراء ، قلت : ما انا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال : إقراء باسم ربك الذى خلق الإنسان من علق (2) .
فرجع بها رسول الله صلى الله علية وسلم ترتجف بوادرة حتى دخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني ، زملونى . فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة : أى خديجة مالى ؟ وأخبرها الخبر ثم قال : لقد خشيت على نفسي . قالت خديجة كلا ، أبشر فوالله لا يخزيك الله ابداً : إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضعيف وتعين على نوائب الحق
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة وكان قد تنصَّر فى الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد أصابة العمى فقالت له خديجة : أى ابن عم إسمع من ابن اخيك ، فقال ورقة : يا ابن اخى ما ترى ؟ فأخبرة رسول الله صلى الله علية وسلم خبر ما رأى فقال ورقة : هذا الناموس الذى نزل على موسى ياليتنى فية جذعاً ، ليتنى أكون حياً إذا يخرجك قومك ,فقال رسول الله صلى الله علية وسلم أو مخرجى هم ؟؟؟ [ أي هل سيخرجونى قومى ] قال نعم : لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودى [ أى اصبح قومه من اعدائه ] وإن يدركنى يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحى . [ متفق عليه ]
وهنا يظهر موقف خديجة الطاهرة رضوان الله عليها .
إنه موقف من أشرف المواقف التى تحمد لإمرأة فى الأولين والأخرين .
رضوان الله عليكي يا أم المؤمنين يا طاهرة طمأنتى رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم حين شعر بالقلق وأرحتية حين شعر بالجهد وذكرتيه بما فيه من فضائل ليسكن قلبه الطاهر .
وبهذا الرأى الراجح والقلب الصالح إستحقت خديجة أن يحييها رب العالمين فيرسل إليها بالسلام مع الروح الأمين
ومن فضائلها رضوان الله عليها إنه مع ما سمعته من أن قوم قريش سيحاربون رسول الله صلى الله علية وسلم ويخرجونه وهى تعرف جيداً صلابة قريش وقوتها إلا أنها قررت الوقوف فى وجه العاصفة المتوقعة وقبلت فى سبيل الله أن تتحمل الأذى والمشقة وأن تقبل بهذة المهمة الصعبة وهى الوقوف فى وجة قريش فهذا من أعظم الأمثلة للمؤمنات الصادقات ليقتدين بأم المؤمنين رضى الله عنها فى تحملها المشقة والأذى لتؤازر زوجها رسول الله صلى الله علية وسلم وتقف خلفه ليتمكن بفضل الله من نشر دعوة الإسلام بين قومه ثم فى جميع أنحاء المعمورة وليقيم دولة الإسلام .
إنه موقف رائع خطير لواحدة من النساء إستطاعت أن تسمو فوق كثير من الرجال والموقف فعلاً يدعوا إلى التأمل .
هل كان لأنثى غيرها أن تهيئ لرسول الله صلى الله علية وسلم الجو المعين على التأمل وأن تبذل له من نفسها فى إيثار نادر ما أعده صلى الله علية وسلم لتلقى رسالة السماء ؟؟؟
هل كان لزوجة غيرها أن تستقبل دعوته التاريخية من غار حراء بمثل ما استقبلته هى به من حنان وعطف فياض وإيمان راسخ دون أن يساورها فى صدقه أدنى ريب أو يتخلى عنها يقينها فى أن الله عز وجل لن يخذيه أبداً ؟؟
هل كان فى سيدة غير خديجة غنية مترفة منعمة أن تتخلى راضية عن كل ما اعتادت عليه من راحة وراحة لتقف بجوار زوجها فى أحلك أوقات المحنة وتعينة على إحتمال افدح ألوان وصنوف الإضطهاد فى سبيل ما تؤمن به من الحق ؟؟
والاجابة على هذة الأسئلة بكل صدق هى لا
خديجة رضوان الله عليها وحدها التى أمتن عليها الله بأن ملأت حياة الرجل الموعود بالنبوة وكانت أول الناس إسلاماً وإيمانا برسالة النبى الخاتم صلى الله علية وسلم وجعلها الله عز وجل ملاذاً وسكناً ووزيراً لرسول الله صلى الله علية وسلم .
إنتهى على هذا الحد نصنا المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليو وسلم لشيخ محمود المصري حفظة الله .
وللنص روعة وبهاء لا أريد أن أفسدها بتعليقى
فالنص وحده قادراً على إثبات أن الله عز وجل قد أعطى المرأة تكريماً ومكانة عالية علو السماء الشاهقة ومنزلة مرتفعة ارتفاع السحاب المثقل بالغيث الطاهر
لقد شاء الله عز وجل أن يكون المحضن الأول لدينه فى الأرض أم المؤمنين خديجة الطاهرة
فهى أول من استقبل خبر هبوط الوحى على قلب الحبيب صلى الله علية وسلم فى غار حراء
خديجة رضى الله عنه إستقبلت الخبر وكأنها على يقين مسبق بضرورة حدوثه
إن هذة السيدة العظيمة قد وهبها الله عز وجل قلباً يملؤه الإيمان والحكمة والصبر والشجاعة والجراءة قلب ليس فيه إلا حب الحق وحده لا شريك له .
قلب قبل أن يدخل فى صراع على قريش بل مع العالم كله دفاعاً عن رسالة الحق والله أنها لشجاعة نادرة فعلاً
رضى الله عنكى يا أماه يا حبيبة القلب يا طاهرة يا أم المؤمنين يا خديجة الطاهرة
رضى الله عنكى يا من وقفتى بجوار رسولنا الأعظم يوم فى الناس من حوله
رضى الله عنكى يا من كنتى نعم الزوجة للرجل الصالح النبي الخاتم صلى الله علية وسلم
إن هذا الموقف تعجز الأقلام عن تحليلة فعلاً وتقف العقول حائرة أمامة فعلاً
وهنا اريد أن أسال كل إمرأة تبحث المساواة سؤال من محب لها فى الله
سؤال من شخص يريد لها الخير فعلاً خير حقيقى فى الدنيا والأخرة
أختاه أما زلتي تشغلين بالك بالمساواة مع الرجل ؟؟؟؟
هل مازالت قضية المساواة قضيتك الشاغلة لكل قلبك وعقلك ؟؟؟
اعذريني أختاه لو كنتى لازلتى منشغلة بهذة المساواة فأنتى تحطين من شأن نفسك فعلاً .
إن الصفات الحميدة من كرم وإيثار وحسن أخلاق وإيمان بالله عز وجل وتضحية فى سبيل الحق لا علاقة لها بذكر أو أنثى حتى ولا جن حتى .
فهذة المسميات ما هى إلا أجناس نعم هذا جنسه ذكر وهذة جنسها انثى مجرد أجناس .
أما الخصال والصفات فهى صفات مشتركة
فمن ارادت الرفعة والمنزلة والعزة والكرامة فلا طريق لها الا أن تكون مؤمنة بالله عز وجل تسير على النهج الإسلامي القويم وتتخذ قدوة لها من أمهات المؤمنين .
وقد رأينا كيف كرم ربنا عز وجل أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها
وقد خطر ببالى سؤال بسيط
أنتى يا من تبحثين عن المساواة هل تريدين تكريماً ورفعة منزلة عالية
هل يرضيكن أن يصافحكى رئيس دولتك أو حتى سكرتير عام الأمم المتحدة أو يبعث اليكى بطاقة شكر ؟
تعالى أخبركى شيئاً أرقى وأروع واجمل وأبقى بل لا وجة للمقارنة أصلاً تعالى أدلك على الخير فعلاً
خذى لنفسك قدوة
إتخذى أمك أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها قدوة لكى فهى التى أرسل إليها ربنا عز وجل سلاماً من فوق سبع سماوات مع أمين الوحى جبريل علية السلام
هل بعد هذا تكريم تبحثين عنه ؟؟
اتخذينها قدوة فى طهرها وعفتها وكرمها وتفانيها فى الدفاع عن الدين ونشر كلمة الحق المبين
عيشى كما عاشت ودوداً ولوداً رحيمة عطوفة بزوجها .
تعالوا نتأسى بهذا الجيل الذى اختاره ربنا عز وجل ليحمل هم الدين فى مهدة لنسعد والله بالنعيم فى الدنيا وفى الأخرة