النعمان بن مقرن المزنى 3
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده أما بعد
اخوانى و أخواتى فى الله أستأذنكم فى أن أكمل بعض سيرة النعمان بن مقرن المزنى رضوان الله عليه و على الصحابة الغر الميامين الأطهار .
لم يستكن الفرس لهزيمة القادسية فجمعوا جموعهم و جيشوا جيوشهم حتى أكتمل لهم مائة و خمسون الفا من أشداء المقاتلين , فلما وقف الفاروق عمر رضى الله عنه و أرضاه على أخبار هذا الحشد العظيم عزو على أن يمضى الى مواجهه هذا الخطر الكبير بنفسه و لكن وجوه المسلمين ردوه عن ذلك و أشاروا عليه أن سريل قائدا يعتمد عليه فى مثل هذا الأمر الجليل
فقال عمر : أشيروا على برجل لأوليه ذلك الثغر .
فقالوا : أنت أعلم بجندك يا أمير المؤمنين .
فقال عمر : و الله لأولين على جند المسلميم رجلا يكون اذا التقى الجمعان أسبق من الأسنة هو النعمان بم مقرن المزنى .
فقالوا : هو لها .
فكتب الفاروق اليه يقول : من عبد الله عمر بن الخطاب الى النعمان بن مقرن ...... أما بعد , فانه بلغنى أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند فاذا أتاك كتابى هذا فسر بأمر الله و بعون الله و بنصر الله بمن معك من المسلمين و لا توطئهم وعرا فتؤذيهم ... فان رجلا واحدا من المسلمين أحب الي من مائة الف دينار و السلام عليك .
و هب النعمان بجيشه للقاء العدو و أرسل أمامه طلائع من فرسانه لتكشف له الطريق .. فلما أقترب الفرسان من نهاوند توقفت خيولهم فدفعوا فلم تندفع ,فنزلوا عن ظهورها ليعرفوا الخبر فوجدوا فى حوافر الخيل شظايا من الحديد تشبة المسامير فنظروا فى الأرض فاذا العجم قد نثروا فى الدروب المؤدية الى نهاوند حسك الحديد ليعوقوا الفرسان و المشاة عن الوصول اليها , و أخبر الفرسان النعمان بما رأوا و طلبوا منه أن يمدهم برأيه فأمرهم أن يقفوا فى أماكنهم و اذا اتى الليل يوقودا نارا ليراهم العدو و عند ذلك يتظاهرون بالخوف و الفرار و الهزيمة لأغراء العدو بملاحقتهم و أزالة ما زرعه من حسك الحديد . و أفلحت الحيلة مع الفرس فما أن رأوا طليعة جيش المسلمين تمضى متظاهرة بالأنهزام أمامهم حتى أرسلوا عمالهم فكنسوا الطريق من الحسك فكر عليهم المسلمون و أحتلوا تلك الدروب و المسالك .
عسكر النعمان بن مقرن بجيشه على مشارف نهاوند و عزم على أن يباغت العدو بالهجوك فقال لجنوده : انى مكبر ثلاثا فاذا كبرت الأولى فليتهياء من لم يكن قد تهياء , و اذا كبرت الثانية فليشدد كل رجلا منكم سلاحه على نفسه فاذا كبرت الثالثة فانى حامل على اعداء الله فأحملوا معى .
كبر النعمان بن مقرن المزنى تكبيراته الثلاث و اندفع بين صفوف الأعداء كأنه الليث عاديا و تدفق خلفه جنود المسلمين تدفق السيل و دارت بين الفريقين رحى معركة ضروس قلما شهد التاريخ مثلها فى الحروب .
فتمزق جيش الفرس شر ممزق و ملأت قتلاه السهل و الجبل و سالت دماؤه فى الممرات و الدروب فزلق جواد النعمان بن مقرن بالدماء فمات الجواد و أطيب النعمان اصابة قاتلة , فأخذ أخوه اللواء من يده و غطى النعمان ببردة كانت معه و كتم أمر مصرعه عن المسلمين .
و لما تم النصر الكبير الذى سماه المسلمون فتح الفتوح سأل الجنود المنتصرون عن قائدهم الباسل النعمان بن مقرن المزنى .....
فرفع أخوه البردة عنه و قال : هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح و ختم له بالشهادة .
أنتهت صفحات النعمان الرائعه البراقة
أنتهت بالشهادة
أنتهت بنصر مؤزر
أنتهت بفتح الفتوح
رحم الله النعمان و كل اصحاب المصطفى صلى الله عليه و سلم و رحم الله التابعين و تابعى التابعين و كل من سار على نهجهم الى يوم الدين .
أنتم أهل كرم و أحباء فى الله و كيف لا و أنتم من بكى الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم شوقا اليكم يا أصحاب الوجوه المتوضئة و الأيادى الممدودة بالخير يا من تحبون الله عز و جل و تتبعون أوامره يا من تحبون الرسول صلى الله عليه و سلم و تحبون اتباعه يا من تحبون آل البيت دون تقديسهم يا من تحبون زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم أمهاتكم الطيبات الشريفات العفيفات اللآئى أختارهن الله عز و جل ليكن لكم أمهات
الثلاثاء يناير 27, 2009 4:27 am