النعمان بن مقرن المزنى 1
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله وحده لا شريك له فى ملكه عز و جل سلطانه ربى و رب آبائى و أجدادى لا اله الا هو سبحانه و تعالى , و الصلاة و السلام على نبينا المختار المبعوث من الرحمن الودود الغفارلمن تاب
و آمن و أعرض عن طريق الفجار , أخوانى و أخواتى فى الله بعد الحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام و كفى بها من نعمة أحببت أن اقدم لكم احدى الصور المشرفة لواحد من صحابة رسول الله
صلى الله عليه و سلم و هو النعمان بن مقرن المزنى رضى الله عن الصحابة أجمعين ,
هو من قبيلة مزينه التى منازلها بالقرب من يثرب على الطريق بين مكة المكرمة الى المدينة المنورة , بعد أن هاجر الرسول (صلى الله عليه و سلم ) الى المدينة كانت أخباره (صلى الله عليه و سلم)
تصل تباعا الى مزينة مع الغادين و الرائحين فلا يسمع عنه (صلى الله عليه و سلم) الا خيرا . و فى ذات عشية جلس سيد القوم النعمان بن مقرن المزنى فى ناديه مع أخوته و مشيخة قبيلته
فقال لهم :يا قوم و الله ما علمنا عن محمدا الا خيرا و لا سمعنا عن دعوته الا مرحمة و احسانا و عدلا فما بالنا نبطئ عنه و الناس اليه يسرعون ؟؟ ... ثم أتبع يقول : أما أنا فقد عزمت على أن أغدو اليه ( أغدو اليه أى أذهب بين الفجر و طلوع الشمس )اذا أصبحت فمن شاء منكم أن يكون معى فليتجهز .
و كأنما كلمات النعمان قد مست وترا مرهفا فى نفوس القوم فما أن طلع الصباح حتى وجد أخوته العشرة و أربعمائة فارس من فرسان مزينة قد جهزوا أنفسهم للمضى معه الى يثرب للقاء النبى (صلى الله عليه و سلم) و الدخول فى دين الله .
غير أن النعمان أستحى أن يفد مع القوم على النبى (صلى الله عليه و سلم)دون أن يحمل معه له و للمسلمين شيئا فى يده فطاف النعمان ببيته و بيوتات أخوته و جمع كل ما أبقاه القحط من غنيمات و ساقها أمامه و قدم بها على رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و أعلن هو و من معه الاسلام على يديه (صلى الله عليه و سلم).
أهتزت يثرب من أقصاها الى اقصاها فرحا بالنعمان بن مقرن و صحبه ,اذ لم يسبق من قبل لبيت من بيوت العرب أن أسلم منه أحدى عشر أخا من أب واحد و معهم أربعمائة فارس , و بلغ سرور النبى (صلى الله عليه و سلم) باسلام النعمان و صحبه مبلغا كبيرا , و تقبل الله عز و جل غنيماته و أنزل فيها قرآنا يتلى الى يوم يبعثون
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
صدق الله العظيم (التوبة:99)
دخل النعمان بن مقرن تحت راية رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و شهد معه غزواته كلها غير متراخ أو مقصر .
و لما آلت الخلافة الى الصديق وقف معه هو و قومه من بنى مزينة وقفة حازمة كان لها أثر كبير فى القضاء على فتنة الردة .
و لما آلت الخلافة الى الفاروق كان للنعمان بن مقرن فى عهده شأن ما يزال التاريخ يذكره بلسان ندى بالحمد رطيب الثناء .
الى هذا الحد سأتوقف عن كتابة النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا على أن تكون لنا عودة ان شاء الله عز و جل .
و لكن أن فى هذه البداية لسرد بعض أحوال النعمان بن مقرن المزنى رضى الله عنه و عن الصحابة أجمعين من العبر الكثير و الكثر سأكتب بعضها على أن تساعدونى فى أكمالها فضلا لا أمرا
** ان الله عز و جل اذا اراد بعبد خيرا و فقه الى طريق الفلاح و استعمله رب العزة فى نشر الدين و الدفاع عنه و هذا ما حدث للنعمان اذ أنه قد شرح الله صدره للأيمان بمجرد سماع أخبار البنى (صلى الله عليه و سلم) و أخبار دهوته التى لا تدعو الا الى كل فضيلة و ترك كل رزيلة و تدعو الى مكارم الأخلاق و تنهى عن الكفر و الفسوق و الفحشاء و المنكر.
** ان الله عز و جل اذا اراد بعبد خيرا جعل منازله بالقرب من الحق و أهله اذا ان سماع النعمان لأخبار الرسول (صلى الله عليه و سلم) كان متيسرا نظرا لقرب منازل قرية مزينة للطريق بين يثرب و مكة المكرمة و الصالحون لا يتركون شيئا دون أن يفكروا فيه فكل خبر يصل اليهم فانهم يستوثقون منه و يحللونه جيدا ليتعرفوا على ما يجب عليهم فعله و اذا عرفوا الحق و الثبات فانه لا يؤجلون المسارعة اليه .
** أن العبد اذا نوى خيرا فلا يثنيه عن فعل الخير أحدا و هذا ما حدث مع النعمان الذى أعلنها صراحة أنه ذاهب الى النبى (صلى الله عليه و سلم) و من شاء منهم " أى قومه " فليتجهز للذهاب معه أى انه قد نوى و سيسير سواء ذهبوا معه أم بقوا على حالهم ,
نعم أختار طريقك و حدد هدفك و لا يغرنك و لا يثنيك من يريد أن يبقى على ظلمة لنفسه و لا يغرك و لا يثنيك من أختار طريق الباطل و الأغانى و الأفلام الخليعة و التصرفات التى لا يرتضيها الشرع القويم .
** أن الأنسان ربما فى وقت من الأوقات أحتاج قدرة تشجعه و هذا الذى حدث مع أخوة النعمان بن مقرن العشرة و الأربعمائة فارس ,اذ أنهم تحركوا الى طريق الخير و الحق عندما حثهم على ذلك النعمان بن مقرن و له بذلك عليهم السبق و الفضل و له مثل أجورهم دون أن ينقص هذا من أجورهم شيئا
فاختار لنفسك هل تحب أن تكون داعية الى الله عز و جل مثل النعمان أم ترضى لنفسك أن تكون مثل أخوته العشرة و الأربعمائة فارس و فى كل منهم من الخير الكثير الكثير و لكنى أنصحك أن تكون أنت نعم أنت أخى و أختى قارئى هذه الرسالة كونوا مثل النعمان رضوان الله عليه و على الصحابة أجمعين لتفوزوا برضى الرحمن هدانا و هداكم الله .
** ان العربى بطبعه كريم جواد اذا قدم على قوم أـى و معه الهدايا حتى و ان كان فقيرا مجدبا و لكنه الطبع العربى الأصيل الشهم الذى يهب الى نجدة أخوانه و أخواته و لا يبخل على احد بنصيحة فى الله يساعد المحتاج و يراعى الضعيف و ينصر المظلوم و ..... و ....... الى آخر مكارم الأخلاق العربية الأصيلة التى أتمها الاسلام علينا و ياليتنا نعود الى طباعنا العربية السليمة الرائعة لنتزين بها و نكملها باخلاقنا الاسلاميه الحميدة التى يحدسدنا عليها الأعداء .
** ان الأنسان اذا ارتضى الله عز و جل ربا و الاسلام دينا و محمدا (صلى الله عليه و سلم) نبيا و رسولا و بعد أن يذوق حلاوة لا اله الا الله محمدا (صلى الله عليه و سلم) رسول الله فأنه يعشق هذه الحياة فى كنف الرحمن و لا يتوقف عن المضى قدما فى طريق الله عز و جل و كان هذا حال النعمان الذى لم يتوقف عن الجهاد فى عهد الرسول (صلى الله عليه و سلم) و لا الخلفاء كما سيأتى فى التكملة ان شاء الله تعالى
الثلاثاء يناير 27, 2009 4:23 am