السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واهلاً وسهلاً بأخوانى واخواتى فى الله يا اصحاب الوجوه المتوضئه والقلوب العامره بحب الله عز وجل وحب دينه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب نشر الدين القويم اما بعد ،
تعالو نستكمل بعض سيرة سيدنا بلال بن رباح رضى الله عنه وعن صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما اذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجره الى المدينه هاجر بلال رضوان الله عليه فى جملة من هاجر ونزل هو والصديق وعامر بن فهر فى بيت واحد فاصيبوا بالحمى جميعاً فكان بلال اذا اقلعت عنه الحمى رفع عقيرته وجعل ينشد شعراً فى شوق مكه المكرمه ولا عجب فى ذلك ففى مكه ذاق بلال حلاوة الايمان وهنالك استعذب العذاب ابتغاء وجه الله تعالى وهناك انتصر على نفسه وعلى الشيطان
استقر بلال فى المدينه المنوره بعيداً عن اذى قريش وتفرع لملازمة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان يغدوا معه اذا غدا ويعود معه اذ عاد ويصلى معه اذا صلى ويغزوا معه اذا غزا حتى اصبح مثل ظله ولما شيد الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد فى المدينه وشرع الله الاذان كان بلال اول مؤذن فى الاسلام وكان اذا فرغ من الاذان وقف على باب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : حى الصلاة000 حى على الفلاح فاذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من حجرته ورآه بلال مقبلاً ابتداء من الاقامه ,
وقد اهدى النجاشى ملك الحبشه للرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثه رماح قصيره من نفائس ما يقتنيه الملوك فاحتفظ لنفسه بواحد منها واعطى على بن ابى طالب واعطى عمر بن الخطاب واحداً 000 ثم اختص برمحه بلال
فكان بلال يسعى به بين يديه ايام حياته كلها فكان يحمله فى العيدين وفى صلوات الاستسقاء ويركزه امامه اذا اقيمت الصلاه فى غير المسجد ولقد شهد بلال مع نبيه بدرا فرأى بعينه كيف انجز الله وعده ونصر جنده وشهد مصارع الطغاه الذين كانوا يعذبونه سوء العذاب وابصر ابا جهل واميه بن خلف صريعين تنوشهما سيوف المسلمين وتنهل من دمائهم رماح المنتصرين والمسلمين المؤمنين الطاهرين
ولما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكه فاتحاً على راس كتيبته الخضراء كان معه داعى السماء بلال بن رباح وحين دخل الكعبه المعظمه لم يكن فى صحبته الا ثلاثه رجال هم :- عثمان بن طلحه حامل مفاتيح الكعبه المشرفه واسامه بن زيد رضى الله عنه وبلال بن رباح رضى الله عنه
ولما حانت صلاة الظهر كانت الالوف المؤلفه تحيط بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان الذين اسلموا من كفار قريش طوعاً او كرهاً يشهدون المشهد الكبير000
عند ذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح وامره ان يصعد على ظهر الكعبه وان يعلن من فوقها كلمة التوحيد فصدع بلال بالامر وصعد وارسل صوته الجهير بالاذان
فامتدت الالاف الاعناق نحوه تنظر اليه وانطلقت الاف الالسن تردد وراءة فى خشوع اما الذين فى قلوبهم مرض فقد اخذ الحسد ينهش قلوبهم نهشاً وجعلت الضغينه تمزق قلوبهم تمزيقاً فما ان وصل بلال فى الاذان الى قوله اشهد محمدا رسول الله حتى قالت جويريه بنت ابى جهل لعمرى لقد رفع الله لك ذكرك 000 اما الصلاه فنصلى ولكننا والله ما نحب من قتل الاحبه وكان ابوها قد قتل فى بدر
وقال خالد بن اسيد : الحمد الله الذى أكرم ابى فلم يشهد هذا اليوم وكان ابوه قد مات قبل الفتح بيوم واحد
وقال الحارث بن هشام : واثكلاه 000 ليتنى مت قبل ان ارى بلالاً فوق الكعبه
وقال الحكم بن ابى العاص : هذا والله الخطب الجلل ان يصبح عبد بنى ينهق على هذه البنيه " يقصد الكعبه المشرفه "
وكان معهم ابو سفيان بن حرب فقال : اما انا فلا اقول شيئاً فانى لو خرجت كلمه من فمى لنقلتها هذه الحصاه الى محمد بن عبد الله
انتهى الى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابه للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا
ولكن يلفت النظر حقاً هو موقف الحاقدين على الاسلام وهم موجودون فى كل زمان ومكان وسيظلون
ان الدين الاسلامى لا يفرق بين عبد اسود وحر ابيض الا بالتقوى والعمل الصالح
فها هو بلال الذى كان عبداً يرتقى اعلى المنازل ويصدح بالاذان وياله من شرف
ان الله عز وجل شاء ان يكون هذا الجيل الفريد من الصحابه هم اولى السبق الى الدين وهم الذين يحتضنون الاسلام فى مهده ويدافعون عنه ويرفعون رايته ويصمدون امام الطغاه المتجبرين
فها هو سيدنا بلال يعاند كل كفار قريش وسفهائها ولا يستطيعون انتزاع كلمه الكفر من فمه بل هو الذى انتصر عليهم واخذ يردد أحد0000 أحد
نعم انتصر عليهم واغاظهم بثباته على الحق المبين ان المسلم الحق الذى يعرف حق الله عز وجل ويعرف حق نبيه ويعرف انه لولا الصحابه الاطهار الغر الميامين لما وصل الدين الينا ولما فتحت بلادنا امام الاسلام نعم اعلموا يا اهل الخير يا من تقدرون الجميل والمعروف انه لولا ان الله عز وجل قد سخر لنا صحابة رسول الله لما كنا مسلمين ان الصحابه كونوا للاسلام مملكه امتدت من المحيط غرباً الى الخليخ شرقاً ونشروا هذا الدين القويم الحق فى اغلب البلدان فى الهند وجنوب روسيا واسبانيا 0000 وخلافه فماذا فعلنا نحن ؟؟؟؟؟؟
الا يستحق هذا الجيل الفريد من الصحابه ان ندعوا لهم بكل خير وان نذكرهم بكل خير ؟ رضوان الله على الصحابه الاطهار