تأملات جريح غزة
استغفلت القصف الجوي والبحري المكثف ،
وتجاهلت آليات الدمار المكتسحة لأرضي بغزة المجاهدة ،
ووقفت متجلدا صامدا متحديا ،
ألتفت يمنة
فأرى فلول الجيش الغاشم
ثم يسرة فألفي دبابات العدو الزاحفة ،
ومن الشمال يفد هدير قذائف البوارج
ومن الفضاء تطل صواريخ تنثر الموت والدمار في كل مكان .
فبدرت لي رغبة مساءلة نفسي :
هل غدوت مخيفا ومزعجا إلى هذا الحد؟
وهل أخيف الأخ والصديق قبل العدو والرفيق؟
ألا يرون أني أعزل إلا من الإيمان ،
سلاحي الوحيد عزيمتي الفلاذية ويقيني الصادق ؟
أقف صامدا منتصبا بجوار بيتي
ووسط الصغارمن حفدتي وأبنائي ؟
كنت أتوقع سماع صهيل الشموخ العربي الابي .
ورؤية جحافل الإغاثة الإسلامية الرادعة .
تعكر صفو أجواء العدو الغاصب
وفي هنيهة هدوء استرق سمعي غطيط أهلي وإخوتي
فتيقنت أنهم في سبات مطبق وإعراض وتجاهل مقلق
يستحيل عليهم إدراك حقيقة ما يحاك ويجري و يدور
فأشفقت من حالي وحالهم
وتيقنت أنهم جميعا إلى زوال و دمار .