أم أيمن حاضنة رسول الله 4
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام .
تعالوا بنا نستكمل بعضاً من لقطات صور من حياة أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله علية وسلم
لما إشتدت عذابات وإيذاء المشركين لأصحاب الحبيب صلى الله علية وسلم أذن لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة فخرج المهاجرون فوراً من بطش قريش
وكانت أم أيمن من بين المهاجرات وفى طريقها اثناء هجرتها حدث حدث رائع غريب .
فعن عثمان بن القاسم قال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت وليست معها ماء وهى صائمة وجهدت فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فشربت وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش .. ولقد تعرضت للعطش فى الهواجر فما عطشت .[ ابن سعد فى الطبقات 8/22 ]
وعلى الرغم من كبر سنها إلا أنها كانت تشارك فى الجهاد مع رسول الله صلى الله علية وسلم
فقد كانت تتمنى أن ترى راية الإسلام خفاقة عالية لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .
ففى غزوة أحد خرجت أم ايمن مع من خرج من النساء لمداواة الجرحى وسقاية العطشى الذين يجاهدون فى سبيل الله ،
وكان لها موقف مشرف
ففى غزوة لما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله علية وسلم واستطاع المشركون أن يقتلوا عدداً كبيراً من الصحابة رضى الله عنهم وانهزم البعض الآخر
قامت أم ايمكن تحثى فى وجوههم التراب وتقول لهم : هاك المغزل فأغزل به وهلم سيفك ..ثم اتجهت نحو رسول الله صلى الله علية وسلم تستطلع أخباره فى نسوه معها حتى أطمأنت على سلامته فحمدت الله عز وجل .
وفى عزوة مؤته استشهد زوجها زيد بن حارثة رضى الله عنه ولما وصل الخبر لأم ايمن صبرت واحتسبت زوجها عند الله عز وجل .
وجاءت غزوة حنين وخرجت أم أيمن كعادتها لتنصر دين الله عز وجل بأى شيئ ولو بشربة ماء تقدمها لمجاهد فى سبيل الله ويخرج معها ولدها اسامة بن زيد وأيمن رضى الله عنهم أجمعين للذود عن حياض الإسلام والدفاع عن الحق
وثبت أيمن فى يوم حنين وضرب مثلاً فى الجراءة والشجاعة والدفاع عن رسول الله صلى الله حتى سقط شهيدا على أرض الشرف و الجهاد .
و تحتسب أم أيمن أبنها و فلذة كبدها أيمن صابرة محتسبة أباه عند الله عز و جل .
ولم تصاب أم ايمن بأزمة نفسية وعصبية لإستشهاد زوجها وأبنها ولم تصاب بعقدة نحو الجهاد فى سبيل الله لوفاة الزوج والإبن
بل هى التى تعلم أن لله حق على عباده وللدين حق على معتنقيه وان الجهاد شرف وعزة والاستشهاد عزة وكرامة .
أم ايمن رضوان الله عليها تعلمنا دروس رائعة ومنها أن كنت تسير على الطريق الحق فلا تحزن لخسائرك المادية أو الدنيوية
حتى لو كانت الخسائر هى الزوج أو الابن
والشهيد ليس له ثواباً عند الله عز وجل إلا الجنة ونعيمها بل وقد عظم الله أجر الشهداء
لهذا فقد كانت لأم ايمن مكانة عظيمة فى قلب رسول الله صلى الله علية وسلم
فلم ينسى ابداً أنها كانت أماً له بعد أمه وأنها كانت تؤثره على نفسها وتشمله بعطفها وحنانها ورحمتها .
كانت أم أيمن تفرح بأى شيئ يُدخِل السرور والسعادة على قلب النبى صلى الله علية وسلم وكانت تحزن إذا حدث شيئ يدخل الحزن على قلبه الطاهر .
فها هى تشارك الحبيب صلى الله علية وسلم فرحته بزواج على بن أبى طالب من الزهراء رضى الله عنهم أجمعين فتقوم أم ايمن مع أسماء بنت عميس رضى الله عنهما بتجهيز فاطمة الزهراء لزوجها .
وها هى عند وفاة زينب بنت الرسول صلى الله علية وسلم تقوم بالمعاونة فى الغسل والتكفين وقد امتلأ قلبها حزناً لفراقها .
بل وهى التى دافعت عن أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها فى حادثة الإفك
لهذا فقد كانت تحظى بمكانة عالية فى قلب النبى صلى الله علية وسلم وأزواجه وأصحابه رضى الله عنهم
والنص هنا يؤكد أن من أحب الرسول صلى الله علية وسلم فإنه يسير على هديه صلى الله علية وسلم
وهذة هى أم أيمن التى كانت تجاهد وقدمت للإسلام شهيد وهو ايمن وقائد عظيم هو سيدنا اسامة بن زيد .
إنها الحياة التى يملؤها حب الله عز وجل وحب الدين الإسلامى الحنيف وحب رسول اله صلى الله علية وسلم
لهذا نالت أم ايمن ارفع المنازل وأرقاها وظفرت بحب رسول الله صلى الله علية وسلم وتقديره
وهو ليس بالأمر اليسير بل هو غاية القلوب الطالبة لرضا ربها عز و جل .
ومرة أخرى نؤكد إنه لا حسب ولا نسب يرفع منزلة الفرد المسلم ولكن من اراد أن يعتلى أعلى المنازل فى الدنيا والآخرة فلا سبيل لذلك إلا بتقوى الله عز وجل مهما كان نسبك ومهما كان حسبك لا سبيل لك إلا التقوى
والتقوى هى بمفهومها الشامل الرائع الجامع الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل
الثلاثاء يناير 27, 2009 4:16 am