بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اليوم لنا لقاء مع الجزء الرابع من سلسلة** في حب صحابة النبي صلي الله عليه و سلم**
لقاءنا اليوم مع علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي رض الله عنه و أرضاه
رابع خلفاء الدولة الإسلامية
في المنصب: خمس سنوات وثلاث أشهر
35 هـ - 40 هـ الموافق 656 م - 661 م
استلام الحكم: 18 ذي الحجة، 35 هـ
أمير المومنين الذي سبقه: عثمان بن عفان
أمير المومنين الذي لحقه : الحسن بن علي
تاريخ الميلاد: 13 رجب 23 ق.هـ
17 مارس 599 م
مكان الميلاد: مكة، شبه الجزيرة العربية
ميلاده ونشأته
هو علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ولد في مكة في 17 مارس 599م لبني هاشم بطن من قريش وهو أصغر ولد أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي. التي كانت لمحمد صلي الله عليه و سلم بمنزلة الأم، ربته في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان بمحمد صلي الله عليه و سلم وهاجرت معه إلى المدينة.
إسلامه
أسلم وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذا لما جاء في القرآن
وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وقيل أنه أول الذكور إسلاما وإن اعتبر البعض من أهل السنة أبا بكر هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن عليا لم يكن راشدا حين أسلم فالروايات تشير لأن عمره حين أسلم يتراوح بين عشرة و ثمانية عشر عام. وعلي هو أول من صلى مع محمد بعد زوجته خديجة . لم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد صلي الله عليه و سلم لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هرباً من اضطهاد قريش وقاسى معه مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. كما رافق علي محمد صلي الله عليه و سلم في ذهابه للطائف للدعوة هناك ويروى أنه دافع عنه حين رشقوه بالحجارة وبقي علي مع محمد صلي الله عليه و سلم في مكة حتى هاجر إلى المدينة.
ليلة الهجرة النبوية
في اليوم الذي عزم فيه محمد على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش بدار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا شاب قوي من كل قبيلة وانتظروه أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل؛ حسب اعتقاد المسلمين جاء الملك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش بقتل محمد . ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ حين نام في فراش الرسول . وكان محمدا صلي الله عليه و سلم قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد صلي الله عليه و سلم . وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا صلي الله عليه و سلم في كل مكان، لذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرة النبي نظرا لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ عليا معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد صلي الله عليه و سلم عبر رسوله أبي قتادة الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة.
هجرته
خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار . بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد صلي الله عليه و سلم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره محمد صلي الله عليه و سلم بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي كان قد أرهقه السفر فكانت قدماه متورمتان وينزف منهما الدم، وبعد وصوله بيومين نزل علي مع محمد صلي الله عليه و سلم إلى المدينة .
في المدينة
قام محمد صلي الله عليه و سلم حين وصل إلى المدينة بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار، لكنه لم يؤاخي بين علي وأحد الأنصار وقال له: «أنت اخي في الدنيا والآخرة» فآخى بينه وبين نفسه . في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه محمد صلي الله عليه و سلم ابنته فاطمة ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقد روي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد صلي الله عليه و سلم لخطبتها إلا إنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي وأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهم على أغلب الأقوال . وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي .
كان عليرض الله عنه موضع ثقة محمد صلي الله عليه و سلم، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد صلي الله عليه و سلم. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك . شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه . يروى في الاستيعاب أن محمد صلي الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجيبه أحد فبعث محمد صلي الله عليه و سلم بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد صلي الله عليه و سلم قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد . ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد صلي الله عليه و سلم حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد صلي الله عليه و سلم ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة .
غزواته مع رسول الله
شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك .عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول، ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من الوثنيين . وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود أعطى الرسول الراية لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين . وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد صلي الله عليه و سلم في غزوة حنين وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد صلي الله عليه و سلم في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار كما أهداه محمد صلي الله عليه و سلم درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها مسيت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.
خلافته
لما قتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة، 35 هـ بويع علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان بالخلافة فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة وأيدهم الثوار على ذلك، ويقال إنه كان كارها للخلافة في البداية إلا أنه قبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين.
و هكذا استلم علي الحكم بعد عثمان بن عفان رضي الله عنه
اغتياله
كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء السجود ضربه عبدالرحمن بن ملجم
زوجاته وذريته
من أشهر زوجات علي بن أبي طالب وما ملكت يمينه:
فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله. أم:
الحسن بن علي.
الحسين بن علي.
المحسن بن علي، يعتقد الشيعة أنه مات جنينا . ولا يعتقد بوجوده السنة .
زينب بنت علي.
أم كلثوم بنت علي.
أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية. أم:
العباس بن علي.
عثمان.
جعفر.
عبد الله.
قتلوا جميعا في كربلاء.
ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية.
أم أبي بكر -قتل في كربلاء- وعبيد الله -قتله المختار الثقفي-.
أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم يحيى وعون.
أم حبيبة بنت زمعة بن بحر التغلبية.
أم عمر ورقية.
أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية.
أم رملة الكبرى وأم الحسن.
ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية.
ولدت له علي ابنة واحدة ماتت صغيرة.
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العَبْشَمِيّة (أي من بني عبد شمس من قريش)، وأمها زينب بنت النبي محمد.
أم محمد الأوسط.
خولة بنت جعفر بن قيس الحَنَفِيّة.
وكانت من سبايا حرب اليمامة. أنجبت له محمدا الأكبر وهو محمد بن الحنفية، سمي بذلك نسبة إلى أمه التي من قبيلة بني حنيفة.
نسله (ويطلق على نسله السادة أو الأشراف):
الأئمة الإثني عشر
الأدارسة
الفاطميون
رضي الله عنه وجمعنـا به في جنته